رمضان.. رحلة تميز (للمتميزين فقط)

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
..وبعد
فشهر رمضان شهر متميز بكل المقاييس تميز نهاره بفريضة الصيام وليله بالقيام وتميز بنزول القرآن فيه
وتميز بليلة القدر ومضاعفة الأجر وتميز بإقبال الناس على الطاعة ..
من هنا .. وجب علينا أن نتميز فى التعامل معه..

أولا: لماذا نتميز؟
لأننا مسلمون .. والإسلام دائما يدعو إلى التميز والمسلم الواعى يسعى إليه
نتميز.. طلبا للأجر وتحصيلا للثواب ونجاة من الخسران (خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له)
وتحقيقا للتقوى {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}

ثانيا : كيف نتميز ؟
يظن البعض أن تحقيق التميز فى رمضان بصيام النهار أو قيام الليل فحسب لاااااااا!!..ليس هذا الذى نقصده
إنما نقصد تميزا شاملا كاملا نحاول أن نبرهن به إلى الله على مدى اعتزازنا وسعادتنا بشهر رمضان وحرصنا
على اغتنامه والفوز به.

المحطة الأولى: تميز فى الإستقبال
إنه حسن الضيافة وروعة الترحيب برمضان, فى حين يستقبله هذا بهم المصاريف وكرب الأعباء..
نسمو نحن فوق كل ذلك متميزين فى إستقباله ليكون إستقبالا ب(القلب - والدعاء - والتوبة - والتخطيط -
والطاعات)

فأما القلب: فقلب يسعى لليقظة ويبحث عن الطمئنينة ليجدها فى حنايا ومتعة القيام وبركة السحر وساعة الفطرووقت الإجابة وختمة القرآن تلك القلوب يصب فيها هذا الصوم الرقة والرحمة فتلين بالعبادة والطاعة والذكر,{ألا بذكر الله تطمئن القلوب} وأما الدعاء إقتداء بالصحابة فى توسلهم إلى الله عز وجل(اللهم بلغنا رمضان).

وأما التوبة:تطهيرا للنفوس تمهيدا لاستقبال الضيف الغالى{يا أيها الذين توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكمويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار ...}

وأما التخطيط : فهو إجابات واضحة محددة على اسئلة دقيقة يطرحها المسلم على نفسه قبل رمضان:
كيف أستقبل الشهر؟ كم مرة أختم القرآن ؟ كم فقير أطعمه ؟..الخ.

وأما الطاعات: فتلكم هى الورود المنثورة إبتهاجا بشهر الصيام .

المحطة الثانية : تميز فى الشعور والنفس والروح
وهكذا فإن الصوم يصنع فى المسلم شعورا متميزا حين يطالبه بالإحتساب كما ثبت فى الصيح
(من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)
والاحتساب يعنى ابتغاء المثوبة والأجر من الله .. وفق كل ذلك وعد الله تبارك وتعالى فى الحديث القدسى
"كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به" صحيح وعليه فقد قيل "إن استشعار مفهوم الإيمان والاحتساب بما يشمله كل منهما يعين المرء على إن ينطلق فى هذا الشهر بهمة تحدوه نحو التميز والثبات"
وعندما نستشعر فضل الله علينا فى رمضان بأن (صفد الشياطين - وغلق أبواب الجحيم- وفتح أبواب الجنة)..
فإن هذا الشعور يضعف فى النفس الإنسانية بواعث الشر .. ويزداد باعث الخير فى نفس الصائم ويقوى سلطان النفس المطمئنة على النفس الأمارة بالسوء.

المحطة الثالثة : تميز فى الأداء
هل نصوم لأن الناس يصومون ؟؟..وهل سنصوم هذا العام مثل كل عام؟!! وهل سنكون فى رمضان كغيره؟!!
قال جابر بن عبد الله رضى الله عنه"..ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء"رواه الحاكم
فنحن نبحث إذا عن العلامة الفارقة التى نحاول أن نتقدم بها يوما بعد يوم
فكيف نتميز فى الأداء؟؟
فى ظل ما لديك من أعمال صالحة ثابتة فى هذا الشهر اجعل لكل يوم علامة تميزه عن سابقه..فمثلا:
*اليوم تجمع أسرتك على حلقة قرآنية تملأ بها بيتك بركة.
*وغدا تتنافس مع صديق لك فى حفظ سورة ما.
*وبعد غد تتصل بأحد أقاربك من الدرجة البعيدة محطما حواجز المسافات والشواغل.
*وبعدها أخذت ابنك أو صاحبك على الطريق العمومى بحقيبة تمر لإفطار الصائمين..
*وبهذا تكون قد جمعت بين التميز فى الأداء والتجديد لنشاط الطاعة وأيضا أشركت غيرك معك فى طاعة.
المحطة الرابعة: التميز فى الأخلاق
فقد أبى علينا الله تبارك وتعالى أن يكون صيامنا جوع وعطش فقط مفرطين مع ذلك فى الأخلاق.لاا..ليس هذا هو التميز الأخلاقى فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
"من لم يدع قول الزور والعمل به , فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه"رواه البخارى
ووصف عباد الرحمن فى القرآن بدأ بأخلاقهم قبل عباداتهم لأهمية الأخلاق فى الإسلام
{وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}63-الفرقان
ومن الأخلاق التى يعلمنا إياها الصوم:
(الصبر- الرحمة - الصدق - الخوف من الله - كظم الغيظ (إنى صائم)

المحطة الخامسة: رمضان = التميز فى كل شىء :
تميز إجتماعى: فى صياغة ربانية بين الغنى والفقير يسودها العطف والشفقة .. ولا تنس أن ليلة القدر رفعت من قلب النبى (ص)بسبب رجلان كانا يتشاحنان
تميز صحى: صوموا تصحوا
تميز سياسى : وأبرز مظاهر التميز السياسى هى وحدة الأمة الإسلامية بشتى ألوانها واجناسها..ولا شك أن شهر رمضان مظهر مهم من مظاهر عظمة هذه الأمة وقوتها برغم محاولات إضعافها.

وأخيرا: ويبقى التميز :
ما لبث الإسلام يحفزك لإستقبال رمضان , حتى دعاك لاعتكاف العشر الأواخر, ثم جعل ليلة القدر فى الوتر
منها غير محددة لتبقى على عهدك مع الله إلى آخر لحظة من رمضان (شعارك تميز للأبد).
لكم منى أجمل تحية....
وأتمنى أن يكون الموضوع قد أفادكم ...
أنتظر ردودكم..

صحيح فشهر رمضان شهر للتميز والابداع والتفوق فى جميع مجالات الحياة لذا علينا عدم الاستسلام للضعف والكسل والجوع وغيره..ولهذا يجب ان نبدع فى هذا الشهر الفضيل